لقاء البابا فرنسيس مع موظفي منظمة الأمم المتحدة في نيويورك

قام البابا فرنسيس هذا الجمعة بزيارة إلى مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك حيث كان له لقاء مع موظفي المنظمة الأممية الذين وجه لهم البابا تحية قال فيها:

أيها الأصدقاء الأعزاء،    

في إطار زيارتي للأمم المتحدة، يسرني أن أحييكم أيها الرجال والنساء الذين تشكلون ـ وبمختلف الطرق ـ العمود الفقري لهذه المنظمة. أشكركم على ترحيبكم وإني ممتن لكل ما فعلتموه للتحضير لهذه الزيارة. أطلب منكم أيضا أن تُبلغوا تحياتي إلى أفراد عائلاتكم وزملائكم الغائبين عن لقاء اليوم.

إن النسبة الأكبر من العمل الذي يمارس هنا ليس من النوع الذي يتصدر النشرات الإخبارية. وخلف الكواليس يحقق مجهودكم اليومي العديد من مبادرات الأمم المتحدة الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتي هي بالغة الأهمية من أجل الاستجابة لآمال وتطلعات الشعوب التي تتألف منها عائلتنا البشرية. إنكم خبراء وعاملون على الأرض متمرسون، مسؤولون وأمناء سر، مترجمون، عاملو نظافة وطباخون، عاملو صيانة ومشرفون على الأمن. شكرا على كل ما تفعلون!

إن عملكم الصامت والمتنافي لا يساهم في تحسين الأمم المتحدة وحسب إنما يكتسب أهمية كبرى بالنسبة لكم شخصيا. لأن الطريقة التي نعمل فيها تعبّر عن كرامتنا وشخصيتنا.

كثيرون منكم جاؤوا إلى هذه المدينة من مختلف بلدان العالم. هكذا إنكم عالم مصغّر من الشعوب التي تمثلها هذه المنظمة وتسعى إلى خدمتها. وشأن العديد من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، تهتمون برخاء أطفالكم وبتربيتهم. إنكم قلقون على مستقبل الكوكب وأي نوع من العالم سنترك لأجيال المستقبل. لكن اليوم، وفي كل يوم، أود أن أطلب من كل واحد منكم، مهما كانت قدراتكم، أن تعتنوا ببعضكم. كونوا قريبين من بعضكم البعض، واحترموا بعضكم بعضا وهكذا جسدوا فيما بينكم مثال هذه المنظمة، مثال عائلة بشرية موحدة، تعيش بتناغم ولا تعمل فقط من أجل السلام، ولكن بسلام؛ لا تعمل فقط من أجل العدالة، ولكن بروح العدالة.

أيها الأصدقاء الأعزاء، أبارك كل واحد منكم من صميم القلب. سأصلي من أجلكم ومن أجل عائلاتكم، وأطلب من كل واحد منكم، رجاءً، ألا ينسى أن يصلي من أجلي. وإذا كان بعضكم غير مؤمنين، أطلب منكم أن تتمنوا لي التوفيق. ليبارككم الله جميعا.

شكرا.